"عيون الحكايات" من الكتب
النادرة التي جمعت الكثير من القصص والحكايات، ويمكننا أن ندرج هذا الكتاب
تحت علم حكايات الصالحين، ذلك العلم الذي ذكره المهتمون بتصنيف العلوم،
"وهو من فروع علم التواريخ والمحاضرة، وقد اعتنى بأحوال الصلحاء والأبرار
طائفةٌ، وأفردوها بالتدوين، وموضوعه وغايته ظاهرة جدّاً، ومنفعته من أجلّ
المنافع وأعظمها كما لا يخفى".
ويأتي "ابن الجوزي" في مقدمة الذين
اعتنوا بأحوال الصالحين وحكاياتهم، وكان غرضه من هذه الحكايات الوعظ
والتذكير، ولذا أغفل الأسانيد وحذفها، وقد أشار في الورقة الأولى من
المخطوط إلى أنه قد ألَّف الكتاب محذوف الأسانيد ليسهل على القارئ، ويفهم
المستمع، وقال في المقدمة. "وقد جمعت بحمد الله وعونه ومَنِّه من أخبار
الصالحين والزُّهاد في كتابي المسمى بصفة الصفوة ما يغني ويكفي، وأفردت لكل
عَلَم من الأخيار كتاباً يجمع أخباره، كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر
بن عبد العزيز رضي الله عنه، والحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وسفيان
الثوري، وإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، ومعروف الكرخي،
وبشر الحافي، وغيرهم. إلا أني أثرت إفراد الحكايات المبسوطات المطولات
المختصات بالمواعظ، لأن مجلس الذكر مفتقر إلى مثل ذلك، فألَّفت في هذا
الكتاب من عيون الحكايات ما يزيد على خمسمائة حكاية، وحذفت أسانيدها لتسهل
مطالعتها، وتبان لمستمعها، وبالله التوفيق والعصمة، وله المِنَّة والنعمة".
المحقق: عبد العزيز سيد هاشم الغزولي
الناشر : دار الكتب العلمية
==============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق